الأربعاء، 31 أغسطس 2011

تجرح وتـداوي !


يروى أن هناك إبن كان كثير العصبية والضجرلكن قلبه رقيق ويحب الناس ، فإن خاطبه شخص فيما لا يريد ضجر وتعصب وسبه وشتمه ، لكن قلبه كما تعرفون رقيق جداَ ، فيذهب إلى الشخص الذي آذاه بكلامه ويستسمحه ويطلب الإعتذار .

في يوم من الايام :
إذ بأحد أصدقائه يمازحه بصورة لائقة بحضور والده ، لكن الإبن سرعان ما ضجر وتعصب لأنه لا يحب المزاح كثيراَ ،
فقال لصاحبه: أنت لا تفهم أبك جنون ألم أقل لك أن لا تمازحني ،
فحزن الصديق من هذا الكلام وتوجه إلى بيته حزين ، لكن الابن سرعان ما أدرك ماذا فعل فتوجه إلى صاحبه وأستسمحه وقبل الصديق ذلك .
لاحظ الاب ماذا فعل إبنه فقال له : إسمع يا بني أنا أعرف أنك كثير العصبية وهذا لا يعني أن تقوم بجرح مشاعر غيرك بسبب عصبيتك ، سوف أدلك على أمر تستطيع أن تفجر غضبك به ،
قال الابن : وما هي يا أبي ؟
قال له الاب : إفعل ما أقوله لك فلن تندم إن شاء الله .
قال الولد : فقل يا والدي.
قال له الاب : أحضر لوح خشب كبير ، ومطرقة ، وعلبة مسامير ، ففعل الابن ذلك .

قال له الاب : إن أغضبك أمر فقم بطرق مسمار في هذا اللوح وحاول أن لا تفجر غضبك في الناس .
قال الولد : آه سأفعل.فعل الابن ذلك مع كل من يغضبه ، فرجع إلى والده
وقال له : يا أبي أنهيت المسامير في اللوح ولم أستفد ،!
قال له الاب: إذا غضبت ثانيا فاخلع كل مسمار قد ضربته ، قال : فالنجرب ...
 ثم عاد إلى والدة وقال له : فعلت ولم أستفد شئ ،
قال له الاب : أرأيت كل مسمار قد ضربته فهي الشتيمة التي أذيت بها صديقك ، وخلع المسمار هو إعتذارك من صديقك ، لكن الثقب الذي بقي من أثر المسمار فهو المكان الذي جرحت به صديقك ،
حتى ولو سامحك لكن ..!
 سيبقى يذكرها
سيبقى يذكرها
سيبقى يذكرها